سيرة جديدة لرأفت الهجّان : الرجل الغامض جاسوس اسرائيلي !
>
>
>(رأفت الهجان), الذي عرف في مصر بطلاً قومياً عمل داخل دولة العدو الصهيوني 20 سنة بنجاح باهر, ليس في الواقع إلا جاسوساً مزدوجاً. خدم إسرائيل أكثر مما خدم مصر.
>هذا ما يقوله الصحافيان الاسرائيليان, ايتان هابر (الذي عمل سنوات طويلة إلى جانب رئيس الحكومة الراحل اسحق رابين, وتولى مسؤولية مدير ديوانه) ويوسي ملمن, في كتابهما الجديد (الجواسيس) الذي سيصدر قريباً في تل ابيب. ويقول الكاتبان إن السلطات الاسرائيلية قررتالايقاع بالمصريين, لهذا سكتت ولم تنبس ببنت شفة وهي تراهم يحتفلون بذكرى الرجل ويبثون المسلسل التلفزيوني الناجح الذي شد الملايين (قام بتمثيل دوره بنجاح باهر الممثل المصري محمود عبدالعزيز) ويصدرون كتاباً عن قصته من تأليف السيناريست صلاح مرسي. وقرر الإسرائيليون (كشف حقيقته بإعلان درامي يكون له وقع الانفجار في وقت لاحق). وكما يبدو جاء هذا الوقت الآن, بالافراج عن الكتاب المذكور.
>من هو رأفت الهجان?
>اطلق اسم (رأفت الهجان) على ذلك الرجل في مصر. إلا أن إسرائيل لم تسمع به من قبل. وحسب الرواية المصرية, فهو مواطن مصري, دُس ضمن المهاجرين اليهود المصريين الذي وصلوا الى اسرائيل في سنة 1955. وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل ابيب. وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الاسرائيلي يحضر الحفلات الكبرى التي يحضرها رؤساء الحكومات والوزراء وكبار الجنرالات. لا بل ان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ديان زاره في بيته الفخم في حي الاغنياء شمال تل أبيب.
>وكما عرفنا من الرواية والمسلسل والمقابلات الصحافية العديدة التي نشرت في مصر منذ العام 1988, فإن رأفت الهجان تمكن من (اختراق المؤسسة الاسرائيلية الامنية والسياسية ونقل إلى مصر معلومات في غاية الاهمية والدقة عن اسرائيل ومشاريعها العسكرية. وكان أفضل من عمل لمصلحة مصر داخل صفوف العدو الاسرائيلي. وتحول الى بطل قومي كبير. وبعد وفاته بمرض السرطان في سنة 1982 في المانيا, استقبلت زوجته وابنه في مصر بالترحاب, وأسكنا في فيلا في أحد الاحياء الراقية في القاهرة, وصرف لهما معاش وفير).
>لكن الإسرائيليين تنبهوا, كما يقول الكاتبان هابر وملمن, إلى ان السلطات المصرية رفضت منح الجنسية المصرية لإبنه دانئيل. ووصل الأمر الى المحكمة. وهذه أيضاً تبنت موقف السلطة. ويرى الاسرائيليون في هذا التصرف دليلاً على ان الحكومة المصرية أدركت خطأها في تقدير رأفت الهجان. لكنها لم ترد اثارة الموضوع, حتى لا ينكشف الأمر ما يجرح كبرياءها بعد تلك الاحتفالات التكريمية للرجل.
>ويقول الكاتبان الاسرائيليان إن العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة. لكن ما ينقصها هو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته, ألا وهو خدمته لاسرائيل.
>في استعراض للفصل المتعلق برأفت الهجان من الكتاب الاسرائيلي تتضح الرواية الآتية:
>اسمه رفعت علي الجمال, وهو كان متورطاً في مخالفات عدة للقانون في القاهرة فاعتقل. وقامت الاستخبارات المصرية بتجنيده في صفوفها في مطلع الخمسينات. وبعد ثلاث سنوات من التدريب والتهذيب اقتنع بأن يقوم بمهمة تجسس في اسرائيل. فدسوه بين صفوف اليهود المهاجرين من مصر. وحمل الاسم العبري جاك بيطون. وعندما اقتنعوا بأنه بات يتقن تمثيل دور اليهودي المصري, أرسلوه على متن سفينة من الاسكندرية الى ايطاليا في شهر آيار (مايو) 1955 مع مئات اليهود المهاجرين. وفي روما التقى مسؤول الاستخبارات المصرية الذي تولى أمر تشغيله في ما بعد, ونقله الى القنصيلة الاسرائيلية التي كانت تتولى أمر المهاجرين.
>منذ البداية وقع (جاك بيطون) وانكشف أمره. فعندما وصلت هذه الدفعة من المهاجرين المصريين الى اسرائيل, روى أحدهم لرجل الاستخبارات الذي قابل كل فرد منهم, ان شخصاً يدعى جاك بيطون مشبوه في نظره. وانه من لهجته وأحاديثه واللغة التي يستخدمها شعر انه ليس يهودياً وانه ربما يكون جاسوساً لمصر.
>ومن جهة ثانية, ومن دون علاقة بهذه الرواية, كتب مسؤول استخبارات آخر قابل بيطون انه لم يرتح لهذا الرجل وشعر انه يخبئ أشياء ما بطريقة ذكية. وان شدة دقته وحرصه على تدقيق المعلومات تثير لديه الشبهات. فأوصى بمراقبته.
>وعلى رغم هذين التحذيرين اللذين سجلا في ملف جاك بيطون أو رأفت الهجان, قرر الإسرائيليون استيعابه. فمنحوه كل شروط المهاجرين: بيت, مصاريف أولى, مكان عمل وغير ذلك. لكنه شق طريقه بالاتجاه الذي خططه سلفاً في القاهرة, العمل في التجارة.
>في تلك الفترة تدفق المهاجرون اليهود إلى إسرائيل. وقد عرفت الاستخبارات الاسرائيلية انه لا بد من ان يكون بين المهاجرين عشرات وربما مئات الجواسيس, خصوصاً من دول اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي, ولكن أيضاً من مصر بالذات. لكنها, ولكي لا تزعج المهاجرين, أقامت طاقماً من رجال الاستخبارات الذين يتولون مراقبة المهاجرين المشبوهين بحكمة ومن دون صدام. وكان بين الخاضعين للرقابة رأفت الهجان نفسه. وبعد أقل من سنة قرر الإسرائيليون اعتقاله. فداهموه في بيته في تل أبيب, وكانت معه صبية يهودية في الثامنة عشرة من العمر, نصف عارية. فاطلق سراحها بعد تحذيرها بأن لا تكشف نبأ اعتقاله.
>أما الهجان فأقتيد إلى معتقل أبو كبير في يافا. وهناك تولى أمره رجال الاستخبارات. وبالترغيب وبالترهيب اعترف بأنه عربي مصري ارسل الى اسرائيل للتجسس. وجاء هذا الاعتراف بعدما عرضوا عليه ان يكمل اللعبة ويكون جاسوساً لمصلحة إسرائيل لقاء أجر عال جداً وحياة رغيدة في إسرائيل وأوروبا.
>ويتضح ان قرار تجنيده كجاسوس مزدوج اتخذه كبار المسؤولين في اسرائيل, وبينهم رئيس (الموساد) ايسار هرئيل ورئيس الاستخبارات العامة عاموس منور ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية, يهوشفاط هركابي, بعد موافقة رئيس
>كل منهم (رئيس الحكومة ووزير الدفاع). والهدف من تشغيله كان رغبة اسرائيل في الوصول الى قلب جهاز الاستخبارات المصرية والحصول على معلومات عن اساليب عمله واسماء عملائه وأماكن لقاءاتهم والبيوت التي يمتلكونها او يؤجرونها لنشاطاتهم وأماكن اختبائهم ولغة التخاطب والرموز السرية (الشيفرا) التي يستخدمونها ووسائل الاتصال وغيرها. كما انهم ارادوا جاسوساً مزودجاً كي يستخدموه في ايصال معلومات كاذبة وتضليلية إلى القاهرة.
>وتعززت قناعة المسؤولين الإسرائيليين بهذا الاجراء, بعدما اكتشفوا ان رأفت الهجان قدير وذكي وسريع الفهم والالتقاط وحكيم وقادر على اقامة علاقات ودية بسرعة مذهلة.
>وتم تعيين الضابط ديفيد رونين, رئيس الدائرة الجنوبية في القسم العربي في الموساد, ليتولى تشغيله. فاكتشف لدى الهجان نقطة ضعف خطيرة هي شغفه بالنساء, فخاف من ان يكشف أسراراً لبعض صديقاته الكثيرات. وفي النهاية هدأ الهجان من روعهم عندما تزوج من امرأة المانية تدعى فالترود, وأنجبت ابنه دانئيل. واللافت أن الهجان تزوج حسب الطقوس المسيحية, أي ليس كمسلم أو يهودي. ورفض ان يتم طهور (ختان) ابنه, حتى ينشأ هو الآخر مسيحياً. لكنه, في الواقع, لم يكن منتمياً لأي دين. وعندما كان يضطر للمشاركة في احتفالات أو طقوس دينية يهودية, كان يصيبه الملل. ومع ذلك رافق ابنه في سن الـ13 إلى احتفال (بار متسفا) التقليدي لدى اليهود. وأجرى الطقوس الدينية أمام حائط المبكى في القدس.
>ويقول الكاتبان هابر وملمن ان الهجان كان شخصية متعبة جداً للاستخبارات الاسرائيلية. لكن الفائدة التي جنوها منه تغلبت على كل صفاته السلبية. ومن بين النشاطات البارزة له ذكرا الآتي:
>* عشية حرب 1659 (العدوان الثلاثي البريطاني - الفرنسي - الإسرائيلي على مصر), قررت إسرائيل ان تعزز مكانة رأفت الهجان لدى الاستخبارات المصرية. فجعلته ينقل اليهم معلومات مهمة وصحيحة لكنها غير خطيرة. وهي ان أجواء حربية تسود اسرائيل. وقبل أيام من الحرب أبلغ مصر, بطلب من الاستخبارات الاسرائيلية, ان اسرائيل بدأت تجند جيش الاحتياط وأن جنوداً بريطانيين وفرنسيين كثيرين يشاهدون في الشوارع.
>وكانت اسرائيل, بواسطة جواسيس آخرين, بثت رسائل تضليل تفيد بأنها ستشن الحرب على الضفة الغربية لنهر الأردن, وذلك لتصفية خلايا الفدائيين الفلسطينيين في المنطقة. فجاءت معلومات الهجان إلى مصر بمثابة تعقيد للمعلومات هدفه (بلبلة العدو). وما هي إلا أربعة أيام حتى كانت الحرب تنشب. وحقق هذا البلاغ هدفه لدى المصريين, فرفعوا مرتب الهجان, وزادوا من ثقتهم به واحترامهم له. وأصبحوا يثقون بكل ما ينقله اليهم, حسب الكتاب.
>* يتضح ان الهدف من وراء هذا هو عملية تضليل أكبر, جاءت بعد 11 سنة من تاريخه, وتحديداً عشية حرب 1967. كانت أخبار الاستعدادات الحربية الإسرائيلية وصلت إلى القاهرة من مختلف القنوات, وأهمها قناة الاعلام والصحافة العلنية. فقد كانت اسرائيل تشن حملة استصراخ للعالم تشكو فيها من ان مصر وسورية تنويان مهاجمتها والقضاء عليها. وهذا اسلوب معروف لدى الحكومات الاسرائيلية يكشف حقيقة النيات. إذ هي تصرخ شاكية لكي تغطي على ما تخططه من نشاطات حربية.
>كانت مصر مهتمه بمعرفة خطط الحرب الاسرائيلية. ونقلت اسرائيل ما تريد ان يعرفه المصريون بواسطة رأفت الهجان, حينما جعلته يقول إن اسرائيل لا تنوي شن الحرب قريباً, وعندما تشنها لن تستطيع استخدام الطائرات المقاتلة ضد المصريين ولا تنوي توجيه ضربة الى القوات المصرية التي أدخلت الى سيناء بعدما عبرت قناة السويس.وكما يقول الكاتبان, فقد قبضت مصر هذه المعلومات وصدقتها, لا بل انها راحت تتعامل على أساسها. فقد تراجعت الاستعدادات الحربية, وبقيت القوات في سيناء والطائرات المصرية المقاتلة جاثمة في مكانها ومكشوفة تماماً لسلاح الطيران الاسرائيلي. وراح المصريون يتكلمون بكبرياء زائد وزهو مكشوف. وهذا بالضبط وليس أكثر, ما أراده الإسرائيليون, إذ تمكنوا خلال الساعات الثلاث الأولى من حرب الأيام الستة من تدمير الطائرات المصرية المقاتلة في كل المطارات العسكرية والمدنية في سيناء والدلتا ومصر الفوقا ومصر التحتا. ومعروف أن هذه الضربة حسمت الحرب في يومها الأول.
>ولهذا, يقول الكاتبان, فإن خدمة الهجان لإسرائيل فاقت كل تصور في حرب 1967, لذلك طلب أن يتم رفع أجره. وبلغ به الشأن ان يطلب بضعة ملايين من الدولارات لتمويل مشروع في تجارة النفط, وكي يغطي نفقات جولاته الكثيرة ومصاريفه الزائدة وبذخه على النساء. فتهربوا من طلباته. وبدأوا يتهربون من خدمته. فأبقوه في أوروبا. وأنفقوا عليه هناك, الى ان اصيب بمرض سرطان الرئة. فعرضوا عليه ان يتلقى علاجاً في إسرائيل, لكنه خشى ان يستغلوا مرضه كي يتخلصوا منه. وأصر على تلقي العلاج في الولايات المتحدة. وشاركت مصر في تمويل العلاج. لكنه لم ينجح. وتوفي في سنة 1982.
>ويقول الكاتبان إن الاسرائليين فوجئوا بمصر تكشف هويته وتنسج حوله كل هذه الهالة. لكنهم قرروا الصمت. وفي سنة 7991 رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لكاتب إسرائيلي بان يكشف القصة الحقيقية لرأفت الهجان<
>
>جاسوس مزدوج آخر كان من عائلة عبدالناصر ومقرب جداً من السادات
>في الوقت الذي انشغلت فيه إسرائيل بالمعلومات عن رأفت الهجان, كشف النقاب في كتاب آخر جديد يصدر لمناسبة مرور 92 عاماً على حرب 3791, عن جاسوس مزدوج آخر لمصر وإسرائيل, هو الذي أبلغ (الموساد) في 5 تشرين الاول (اكتوبر) 3791 بأن الحرب ستقع في الساعة السادسة من مساء اليوم التالي.
>وما زالوا في إسرائيل حائرين حتى الآن ان كان ذلك البلاغ صادقاً ونابعاً من خدمة حقيقية أم أنه تضليل مقصود, نظراً إلى أن الحرب نشبت قبل ذلك الموعد بأربع ساعات.
>ولا يذكر الكتاب اسم الجاسوس, لكنه يعطي اشارات تدل إليه, خصوصاً عندما قال انه (أي الجاسوس) رافق الرئيس المصري أنور السادات في زيارته الى السعودية وكان هذا الجاسوس هو الوحيد الذي حضر اللقاء مع الملك فيصل.
>الكتاب من تأليف المؤرخ الاسرائيلي اهرون برجمن, وصدر عن (دار مكميلان للنشر) في بريطانيا. وفي أحد فصوله عن حرب اكتوبر يروي قصة هذا الجاسوس فيقول إنه بادر بنفسه الى التجند لـ(الموساد) بعد سنتين من حرب حزيران (يونيو) 7691. إذ طرق باب السفارة الاسرائيلية في لندن. فرفضوه. لكنه أصر. وترك لهم ورقة تضم اسمه الرباعي وعنوانه. وفحصوا هذه التفاصيل فذهلوا, كونه قريب عائلة الرئيس جمال عبدالناصر ومقرب منه. ويظهر في ديوان الرئاسة باستمرار. وله وظيفة عالية هي (سفير فوق العادة), فاتصلوا به وجندوه. واعجبوا به, خصوصاً أنه ظل بعد عبدالناصر ذا وزن. وشغل منصب وزير بلا وزارة في احدى حكوماته.
>وحسب هذا النشر كان أجره مئة ألف جنيه استرليني عن كل لقاء مع (الموساد). وتقاريره قرئت بلا تعليق ووصلت الى جميع كبار المسؤولين, من رئيس الحكومة وحتى رؤساء الدوائر في (الموساد).
>ومن أبرز قصصه أنه أبلغ اسرائيل عن عملية ليبية هدفها اسقاط طائرة مدنية لشركة (العال) الاسرائيلية, رداً على اسقاط الطائرة الليبية المدنية فوق سيناء بالصواريخ الاسرائيلية, ومقتل جميع ركابها الـ801. فقد طلبت ليبيا مساعدة مصر لها في المهمة. وعين السادات هذا الجاسوس ليتولى المسؤولية. فقام فعلاً بإعداد كل شيء, بما في ذلك نقل صاروخ من مصر الى ايطاليا, ووضع خطة متكاملة. لكنه في الوقت نفسه ابلغ اسرائيل بكل التفاصيل.
>
>الجمال بمنظار مصر: بطل اسطوري والروايات الاسرائيلية أكاذيب
>محمد صلاح
>ظل اسم رأفت الهجان نموذجاً للبطل الشعبي في مصر منذ أن عرض الاديب المصري الراحل صالح مرسي الرؤية التي تحمل الاسم نفسه وتحكي قصة ذلك الشاب المصري الذي زرعته الاستخبارات المصرية داخل اسرائيل, وتحولت لاحقاً مسلسلاً تليفزيونياً عرض في غالبية القنوات العربية ليصبح (رأفت الهجان) بطلاً اسطورياً.
>وعلى رغم المحاولات الاسرائيلية لطمس الشعور بالفخر لدى المصريين على المستويين الشعبي والرسمي بادعاء ان الهجان كان عميلاً مزدوجاً تارة, او نفي كل الروايات المصرية عنه تارة اخرى, إلا ان كل تلك المحاولات لم تقنع المصريين بأن بطلهم الاسطوري كان مجرد خدعة, وظل اسم الهجان نموذجاً لنصر مصري تحقق على (العدو الصهيوني).
>ولد رفعت الجمال عام 1927 في مدينة دمياط في شارع الشبَطاني حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الهداية الابتدائية. واُنتج مسلسل له من ثلاثة اجزاء بأسماء مستعارة وليست حقيقية, وربما ان الشيء الوحيد المطابق لما هو موجود لدى الاستخبارات المصرية هو رقمه لديهم حيث اشتهر بالرقم 313.
>ووفقاً للوثائق المصرية فإن ضابط الاستخبارات اللواء عبدالمحسن فائق قام بتدريبه قبل أن يزرع داخل اسرائيل. ووصل الجمّال بالفعل الى اسرائيل العام 1955 عن طريق البحر قادماً من الاسكندرية وكان عمره وقتها لم يتجاوز 82 عاماً, ودخل الى هناك مستخدماً جواز سفر مزوراً باسم جاك بيتون يحمل الرقم 146742, مصدره تل ابيب, وكان سجل في الجواز بأنه اسرائيلي مولود في مصر وتحديداً في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية.
>عاش الجمال في شارع يوشع بن نون في تل ابيب وبدأ في وضع غطاء له او بالاصح لعمليته التجسسية, وهي القيام بانشاء شركة تكون في البداية غطاءً للمبالغ التي كانت تصله والتي كان سيكشف امرها لو لم يكن هناك نشاط يدر عليه هذه الاموال. جاءته التعليمات بفتح مكتب طيران ولم يكن هناك افضل من شارع بن يهودا حيث توجد هناك غالبية مكاتب الطيران.
>وبعدما تمكن من جعل من حوله يثق به بدأ عمله كأشهر الجواسيس المصريين في تاريخ الاستخبارات المصرية. ونجح في نصب شبكة واسعة من العلاقات مع اقطاب ورموز المجتمع الاسرائيلي من كل التيارات والفئات, ووضع بعد ذلك بين يدي القيادة المصرية الموعد السري الذي حددته القيادة الاسرائيلية لشن حربها على العرب عام 1967 من دون ان يعلم أحد! ونجح أيضاً في ان (يحرق) لإسرائيل كثيرين من أغلى جواسيسها, ووضع بين يدي السادات خرائط مفصلة لخط بارليف, ما افاد الجيش المصري في حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973. واستمر الجمال في اداء مهماته حتى عرض على مسؤولي الاستخبارات المصرية رغبته في الاعتزال ليقضي بقية أيام حياته مواطناً طبيعياً, وكان له ما أراد فاعتزل العمل, وتوفي في 29/1/1982, وكان عمره قرابة 55 عاما.
>__________________
صعب علي انسى اللي كان واللي جرى بيننا ... شلون انا انسى الحبيب اللي هويته من سنه..!